[go: up one dir, main page]

مبالغات وأطالة.. هل تضررت الدراما المصرية من ركوب موجة الثورة؟

يبدو أن الثورة المصرية قد فرضت نفسها بقوة على أحداث المسلسلات الدرامية، حتى تلك التي لا تمت بصلة مباشرة إليها، أو التي وضع كُتابها رؤيتهم الدرامية قبل اندلاع الثورة. فقد ظهرت بعض المشاهد وكأنها أُقحمت على العمل، بعيدة عن خطوطه الرئيسية. وقد جاءت بعد المشاهد طويلة ومملة، فمثلا دار حوار طويل بين البطل وشقيقه حول فساد الحزب الحاكم، وسيطرة رجال الأعمال، وادعاءات نواب مجلس الشعب. هذا الحوار كان من الممكن حذفه دون أن يؤثر في سير الأحداث، ما يشير إلى أن الهدف منه كان مجاراة موجة الأعمال التي تدور حول الثورة المصرية، أكثر من كونه جزءًا من السياق الدرامي للعمل. وإذا كانت هذه التجربة الثانية لعمرو سعد في الدراما التلفزيونية، فإنها تُثبت أنه قادر على تنويع أدائه، وتجاوز مخاوف التركيز فقط على "نجم العمل". لقد نجح في إثبات حضوره كممثل حقيقي، يتقن التقمص ويُقنع المشاهد. أما مسلسل "شارع عبدالعزيز"، فيُعد بمثابة رسم درامي دقيق لمسار صعود رجل أعمال من القاع إلى القمة، مستغلًا خلفية شارع عبدالعزيز المعروف ببيع البضائع رديئة الجودة، وبأسعار منخفضة، ليكشف من خلال هذه البيئة جوانب من فساد رجال الأعمال واستغلالهم للطبقات الشعبية. ورغم تقارب أداء الممثلين، إلا أن هناك بعض المبالغات الواضحة، خاصة في أداء علا غانم، سواء من حيث الشكل أو مضمون الشخصية، لا سيما نوعية الملابس التي لا تتناسب مع طبيعة الدور. كذلك، جاء أداء ريهام سعيد لشخصية الفتاة الصعيدية مفتعلًا إلى حد كبير، مما أفقد الدور مصداقيته. وفي النهاية، يبقى المسلسل، كغيره من أعمال الدراما التلفزيونية، مليئًا بمشاهد الإطالة والتطويل، إلا أن أداء عمرو سعد وطبيعة "الحدوتة" ساعدا في تقليل الشعور بالملل. فتحية للفنان عمرو سعد على هذا الأداء المُقنع.

نقد آخر لمسلسل شارع عبدالعزيز

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
مبالغات وأطالة.. هل تضررت الدراما المصرية من ركوب موجة الثورة؟ دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 3/3 24 اغسطس 2011