[go: up one dir, main page]

فيلم تحت المستوى ولكن الأسوأ: الترويج للمخدرات

لم يكن الفيلم مجرد خيبة أمل من حيث المستوى الفني، بل شكّل صدمة حقيقية لما تضمنه من رسائل غير مسؤولة، أخطرها الترويج غير المباشر للمخدرات وكأنها أمر عادي، لا يستحق الإدانة أو حتى التوقف عنده.

لقد اعتدنا -مع الأسف– على الترويج غير المباشر للخمور والعنف في كثير من الأعمال الفنية، لكن ما لا يمكن ولا يجب أن نعتاد عليه هو تطبيع المخدرات وعرضها في سياق من “اللا مبالاة”، خاصة دون أن تُظهر عواقبها الكارثية أو حتى إشارات نقد لها. هذا النوع من الطرح لا يليق بمجتمع يعاني بالفعل من أزمات متعلقة بالإدمان بين الشباب، ولا يمثل بأي شكل الواقع المصري أو ثقافتنا.

الأغرب أن الفيلم مرّ دون رقابة واضحة على هذا المحتوى، وهو ما يطرح سؤالًا كبيرًا: أين دور الجهات المسؤولة عن مراجعة ما يُعرض على الجمهور؟ كيف يُسمح بتمرير رسائل تستخف بخطورة المخدرات تحت شعار “الحرية الفنية”؟ وهل أصبح تقديم مشاهد كهذه أمرًا عاديًا لمجرد أن بعض الأعمال السابقة فعلت ذلك دون محاسبة؟

من ناحية فنية، لم يكن الفيلم مقنعًا لا في السيناريو ولا في الأداء. الحبكة ضعيفة، والحوارات سطحية، بل حتى شخصية “تامر حسني” التي كنا نتوقع منها نضجًا أكبر في هذه المرحلة من مسيرته، جاءت فقيرة في العمق، ومخيبة للآمال. لم نتوقع أن يكون هذا مستوى فيلم من بطولته، خاصة بعد تجاربه الناجحة السابقة التي جمعت بين الترفيه والرسائل الهادفة.

إن الفن أداة مؤثرة، وله دور في تشكيل وعي الأجيال. لذا فإن التهاون في محتوى مثل هذا الفيلم، وتمرير رسائل خطيرة من خلاله، يُعد أمرًا غير مقبول، ويتطلب إعادة نظر جادة في مسؤولية الفنان أولًا، والرقابة ثانيًا

نقد آخر لفيلم ريستارت

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
"ريستارت"... محاولة لإعادة التشغيل، لكن الجهاز فاصل صوت وصورة دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 7/7 9 يونيو 2025
فيلم تحت المستوى ولكن الأسوأ: الترويج للمخدرات Rahma Rahma 0/0 25 يوليو 2025