[go: up one dir, main page]

"Snow White"... بياض الثلج يذوب تحت حرارة الأجندات!

  • نقد
  • 08:16 صباحًا - 19 ابريل 2025
  • 3 صور



في محاولتها الجديدة لإعادة تقديم الكلاسيكيات بطريقة عصرية، أطلقت ديزني نسختها الحيّة من فيلم "Snow White" بإخراج مارك ويب وبطولة راشيل زيجلر في دور سنو وايت، وجال جادوت في دور الساحرة الشريرة. يأتي الفيلم ضمن سلسلة طويلة من محاولات ديزني لإعادة إحياء أعمالها الكرتونية الشهيرة، على غرار "The Lion King" و"The Little Mermaid" و"Mulan" وغيرها من الأعمال.

يتبع العمل قصة سنو وايت والتي تعيش رفقة 7 من الأقزام، فيخوضون العديد من المغامرات والمواقف الحالكة في مواجهة الملكة الشريرة، وتخوض سنو وايت رحلة نحو النضوج واكتشاف الذات، وهي قصة أشبه بالقصة الكلاسيكية الشهيرة التي قدمت في منتصف القرن الماضي، ولكن ما يبدو العمل ذاته ظاهريًا، يختلف تمامًا جوهريًا مع مرور العقود.

تكمن المشكلة الأساسية في العمل بفشله في تقديم نسخة حيّة تنبض بسحر القصة الأصلية. بدلاً من التركيز على الجوانب الساحرة والرمزية التي أحبها الجمهور لعقود، انشغل العمل أكثر بمحاولة فرض خطاب التعدد والعرقية والصوابية السياسية، فالغابة لم تعد مسحورة بل أصبحت مجرد خلفية لأجندات متكررة، تُفقد المشاهد ذلك الإحساس البريء والعفوي الذي كان يميز القصة.

أما على مستوى الأداء، فقد أثار اختيار راشيل زيجلر لدور سنو وايت الكثير من الجدل، ليس فقط بسبب مظهرها الذي لا يتماشى مع الاسم نفسه "بياض الثلج"، بل أيضًا لأن أداءها جاء باهتًا وغير مقنع مطعمًا بانفعالات وتعابير وجه مضحكة في بعض الأحيان، ولتقريب الفكرة، الأمر كان أشبه باختيار ممثل أمريكي من أصحاب البشرة البيضاء لتجسيد شخصية عنترة بن شداد!، أما جال جادوت فقدمت أداءً ضعيفًا ومسطحًا لا يستحق الذكر. الأغاني الجديدة لم تكن بالمستوى المطلوب، بعضها مقبول والبعض الآخر ضعيف ومفتعل، وأيضًا المونتاج والإخراج كان متوسطًا، بينما جاءت المؤثرات البصرية هي العنصر الوحيد الجيد بالعمل، وهو أمرًا ليس بالجديد على أعمال ديزني في طبيعة الأمر.

الفيلم حظي بتقييمات منخفضة على المواقع النقدية المختلفة، وفشل فشلًا ذريعًا في شباك التذاكر العالمي، حيث بلغت إيراداته محليًا ما يقرب من 83 مليون دولار أمريكي، وإيرادات عالمية بلغت 184 مليون دولار أمريكي، وهو رقم يبتعد كثيرًا عن ميزانيته التي بلغت 250 مليون دولار أمريكي، مما يهدد بإلغاء خطط ديزني لأعمال مشابهة مستقبلًا. فقد تراجعت الثقة في جدوى إعادة إنتاج الكلاسيكيات بهذا الشكل الذي يبتعد عن روح القصة الأصلية وينتصر فقط لموسم الجوائز ومجتمع الميم!.

في الختام، يمكن القول إن "Snow White" كان عملًا محبطًا بدلاً من أن يكون عملًا فنيًا ممتعًا، فجاء محاولة لتقديم وجبة سياسية إجبارية على المشاهد، وحاول إرضاء الكل من كافة الألوان والأجناس، ولكنه انتهى بفشله فيما حاول تقديمه.




تعليقات