Jaws  (1975)  الفك المفترس

أراء حرة

 [1 نقد]

"Jaws"... الفيلم اللي خلنا نخاف من البحر من غير ما نشوف اللي فيه

• دعاء أبو الضياء
• 09:04 صباحًا - 8 يوليو 2025
• نقد آخر لنفس المستخدم

**"الخوف مش لازم يبان، أوقات بيكفي أثره."** جملة ممكن تلخص عبقرية Jaws، الفيلم اللي غير قواعد لعبة الرعب في السينما. سنة 1975، شاب أمريكي في أوائل العشرينات اسمه ستيفن سبيلبرج، قرر يقدم أول فيلم ضخم له… وكانت النتيجة: تحفة سينمائية عمرها النهارده خمسين سنة، ولسه قادرة تخلي الناس تخاف تنزل البحر. من أول مشهد في Jaws، بيقرر سبيلبرج يقولك بمنتهى الهدوء: "أنا مش محتاج أوريك الوحش… أنا هخلي خوفك يشتغل لوحده." من أول مشهد لأخر مشهد بتفضل طول الوقت على أعصابك، منتظر مشهد ظهور مفاجئ، صوت تحت المية، أو...اقرأ المزيد بس طيف دم بيقولك: **"لسه هنا… ولسه هيفترس"** واحدة من أذكى وأقوى قرارات سبيلبرج في Jaws إنه ما كانش بيورينا القرش كتير، مش لأنه ماكانش عايز… يمكن علشان الإمكانيات وقتها كانت محدودة، ويمكن عشان مايبقاش في ولا نقطة ضعف واحدة، سبيلبرج اعتمد على الإيحاء، مش المباشرة، ما كانش محتاج يورينا السنان الحادة، ولا العيون المخيفة، هو كان بيورينا حركة في المية، أو صرخة فجأة، أو بقعة دم بتنتشر فجأة في البحر. الدم هنا ما كانش مؤثر بصري بس، كان إنذار، علامة، **"بطل المشهد"** أحيانا. وكل ما يحصل هجوم، الكاميرا تهرب من اللحظة، وتسيبك تتخيل إنت إيه اللي حصل… وده كان أفظع بكتير من أي مشهد دموي مباشر. فكرة إنك ما تشوفش الوحش… بس تحس بوجوده، وتحس بضحاياه، وتحس بقربه… هي اللي خلت Jaws فيلم رعب مختلف، رعب بيعتمد على **"الخوف اللي جواك"**، مش بس اللي قدامك على الشاشة. افتكر مشهد الطفل على العوامة، البحر هادي، والجو صيفي جميل، بس في ثواني، العوامة بتتحرك، تختفي، وتظهر تاني… بس عليها آثار أسنان. الطفل مش ظاهر، لكن غيابه هو اللي بيرعبك، الصمت، الدم، والموسيقى التهديدية اللي بتقولك **"فيه حاجة جاية"**، بيخلوا المشهد يخوفك من غير ما تشوف ولا لقطة من القرش. المشهد ده مش بس مرعب… ده درس في الإخراج، إزاي تخوف من غير ما تستخدم أدوات واضحة... إزاي تخلق حالة رعب كاملة بمية، عوامة، ودم. آه، شكل القرش النهاردة ممكن يبان بسيط أو حتى **"كرتوني"** أحيانا، بس وقتها؟ كان حاجة تخوف بجد، الطريقة اللي الكاميرا بتتحرك بيها في المية، الزوايا القريبة من سطح البحر، الاهتزازات، الضبابية… كلها خلتنا نحس إننا جوا البحر، مش بنتفرج عليه من بعيد. وحتى لما القرش يطلع، كان بيطلع مرة واحدة… ومن غير تحذير، زي مشهد الهجوم الشهير من تحت الموج، اللي بيخلي كل مُشاهد أول مرة يشوفه… يقوم يوقف أو يخبي وشه بايديه من كتر الخوف **"دااا… دان… دااا… دان"** الموسيقى اللي ألفها جون ويليامز بقت علامة، أشهر من القرش نفسه، بس العبقرية مش بس في اللحن… العبقرية في استخدامه، الموسيقى هنا ما كانتش بس خلفية، دي كانت إشارة خطر، كل مرة تسمعها… تعرف إن فيه حاجة مرعبة هتحصل، حتى لو مفيش دم، حتى لو مفيش هجوم، الموسيقى بتخلي أعصابك مشدودة… بتخليك تراقب المية وأنت حاسس إنها ممكن تفور في أي لحظة. وبعيدا بقى عن الرعب وعن عبقرية سبيلبرج، Jaws فيلم بيوريك ناس بتتغير في قلب الكارثة، من خلال ثلاث شخصيات: - رئيس الشرطة الخايف من البحر، واللي قدم شخصيته الممثل روي شايدر، والعالم اللي بيشوف كل حاجة بشكل علمي (ريتشارد دريفوس)، والصياد العجوز اللي شايل جروحه في صمت (روبرت شو)...كل واحد فيهم **"نغمة"** لوحده، لكن كل ما القارب يبعد… النغمات دي تتوحد، ويبقوا مع بعض فرقة واحدة بتلعب سيمفونية نجاة. الجميل إن مافيش لحظة مصطنعة بتقولك إنهم اتغيروا، كل مشهد كان خطوة حقيقية ناحية التحول، وفي وسط الضحك، والخوف، والتوتر…تلاقي نفسك بتحب التلاتة، وبتتمنى يرجعوا مع بعض من البحر. ودلوقتي بعد خمسين سنة… لسه Jaws بيخوف زي أول مرة شوفته فيه، وهيرجع يتعرض في السينمات من تاني، مش عشان النوستالجيا… لكن لأنه ببساطة، لسه بيعلم...بيعلم الناس إن أكتر حاجة تخوف… مش اللي بنشوفها، لكن اللي بنتخيلها.

• 0 مفيد
• 0 غير مفيد

أضف نقد جديد