تدور أحداث الفيلم حول رفعت (عادل هاشم) القاضي الذي ينظر في قضية هامة للغاية، يحدث فيها تدخل وتطاول أمني شديد فيقرر الحكم فيها حسب القانون، تتدخل الجهات الأمنية المتمثلة في رفيق الحناوي (عزت العلايلي)...اقرأ المزيد ويرتب عمليه لقتله قبل الحكم يبدو فيها كأنه انتحر ، بعد عشرين عامًا تعود ابنته علا (جالا فهمي) محاولةً الانتقام لأبيها، يعود رفيق الحناوي كرجل أعمال بمشاريع استثمارية بمساعدة عادل (يحيى الفخراني).
تدور أحداث الفيلم حول رفعت (عادل هاشم) القاضي الذي ينظر في قضية هامة للغاية، يحدث فيها تدخل وتطاول أمني شديد فيقرر الحكم فيها حسب القانون، تتدخل الجهات الأمنية المتمثلة في رفيق...اقرأ المزيد الحناوي (عزت العلايلي) ويرتب عمليه لقتله قبل الحكم يبدو فيها كأنه انتحر ، بعد عشرين عامًا تعود ابنته علا (جالا فهمي) محاولةً الانتقام لأبيها، يعود رفيق الحناوي كرجل أعمال بمشاريع استثمارية بمساعدة عادل (يحيى الفخراني).
المزيدمن بين أفلام الإثارة السياسية التي ظهرت في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، يأتي فيلم إعدام قاضي كمحاولة جريئة لطرح سؤال صعب: ماذا يحدث حين تصبح العدالة خصما لأصحاب السلطة؟ الفيلم من إخراج وتأليف أشرف فهمي، وبطولة يحيى الفخراني، عزت العلايلي، وجالا فهمي. تدور القصة حول القاضي رفعت (عادل هاشم)، الذي يرفض أن يُملى عليه الحكم في قضية تمس أمن الدولة، ليجد نفسه في مواجهة مباشرة مع رجل الأمن النافذ رفيق الحناوي (عزت العلايلي). في لحظة حاسمة، يتم ترتيب "انتحار" القاضي في عملية مدبرة، يُغلق بها...اقرأ المزيد الملف... حتى تفتحه ابنته عُلا (جالا فهمي) بعد عشرين عامًا، وهي تسعى للثأر وإزاحة الستار عن الجريمة. يُعيد الزمن تقديم الجلاد في هيئة رجل أعمال وطني مستثمر في مشاريع الدولة، بمساعدة عادل (يحيى الفخراني)، وهو الدور الذي يُفجر الخط الدرامي للفيلم ويدفعه نحو المواجهة النهائية. نعم إنه أشرف فهمي، الذي يثبت مجددًا أنه مخرج يعرف كيف يحرك خيوط التشويق دون أن يفقد الإحساس بالواقعية، اختياراته في الكادرات، وحركة الكاميرا، وحتى الإضاءة الباهتة في مشاهد المواجهة، تؤكد أنه لا يقدم فيلم إثارة فقط، بل يقدم تفسيرًا سينمائيًا لفساد النظام حين يرتدي بدلة أنيقة، وسنلاحظ ذلك بشكل أكبر في براعة فهمي التي تتجلى في اختياره للممثلين؛ فلم يكن هناك دور هامشي أو ضعيف. حتى الأدوار الصغيرة كانت مسكنة في أماكنها الصحيحة. من أبرز مزايا الفيلم هي السرعة في السرد، لا توجد مطات درامية زائدة، ولا مشاهد إنشائية مرهقة، كل لحظة محسوبة، مما يُبقي المشاهد في حالة توتر دائم وترقب. ومع ذلك، قد تُؤخذ عليه النهاية، التي جاءت متسرعة بعض الشيء، وكأن مشهد الانتقام تم ضغطه في دقائق معدودة، بينما كان من الممكن منحه مساحة درامية أوسع لتفريغ شحنة الترقب التي بُنيت طوال الأحداث. أما بالنسبة للأداء التمثيلي: فعزت العلايلي يُبدع في دور رفيق الحناوي، رجل الأمن الذي يُجسد السلطة المطلقة حين تتجرد من الأخلاق. دون صراخ أو افتعال، يقدم شخصية خطيرة بدم بارد، يبتسم وهو يرتب جريمة قتل قاضي لأنه ببساطة قال "لا". أما يحيى الفخراني، فيلعب شخصية "عادل" التي تبدأ بتناقض واضح: يعمل مع رجل نعرف أنه قاتل، لكننا نشك في دوافعه. بمرور الوقت، تنكشف طبقات الشخصية، ويتحول "عادل" إلى نقطة التقاء بين الماضي والانتقام، وها هو أداء الفخراني – كعادته – دافئ، مركب، ويعتمد على الانفعال الداخلي. في واحد من أفضل أدوارها، تقدم جالا فهمي شخصية "علا" بروح امرأة شابة لم تطو أحزانها، ولم تستسلم لمجتمع قرر نسيان كل شيء، فأداءها حمل مزيجًا من القوة والكسر الداخلي، وكان لها حضور فعال في المواجهة الأخيرة، حيث حملت على عاتقها عبء إزاحة القناع عن القاتل. ولا ننسى الموسيقى التصويرية للفيلم التي جاءت متناغمة جدًا مع الحالة الدرامية، لم تكن طاغية، لكنها عرفت متى تتحدث. في لحظات الصمت والشك، كانت الموسيقى تملأ الفراغ بقلق خفي، يُذكرنا بأن هناك جريمة تم نسيانها عمدًا. في الختام... "إعدام قاضي" فيلم سياسي ذكي، يقدم قصة مكثفة عن السلطة والعدالة والانتقام. قد لا يحمل زخارف سينما اليوم، لكنه يظل شاهدًا على مرحلة كان فيها السينما المصرية تحاول أن تقول الحقيقة... ولو تحت ستار درامي. ورغم تسارع النهاية، يبقى الفيلم تجربة محترمة تثبت أن السينما الجيدة ليست بحاجة إلى تعقيد، بل إلى صدق في الرؤية وشجاعة في الطرح.