في ليلة رأس السنة، يحاول سيد سائق التاكسي بشتى السبل تدبير 200 جنيه كمصاريف لإجراء عملية جراحية ضرورية لحماته التي تعتني بابنه الوحيد المعاق ذهنيًا، وفي نفس الليلة تحاول حورية العاهرة التائبة أن تدبر...اقرأ المزيد المبلغ اللازم لتنكيس المنزل الذي تعيش به، وعندما يلتقيا كلاهما، يشهدان على ليلة مليئة بالأحداث التي لا تنسى.
في ليلة رأس السنة، يحاول سيد سائق التاكسي بشتى السبل تدبير 200 جنيه كمصاريف لإجراء عملية جراحية ضرورية لحماته التي تعتني بابنه الوحيد المعاق ذهنيًا، وفي نفس الليلة تحاول حورية...اقرأ المزيد العاهرة التائبة أن تدبر المبلغ اللازم لتنكيس المنزل الذي تعيش به، وعندما يلتقيا كلاهما، يشهدان على ليلة مليئة بالأحداث التي لا تنسى.
المزيدسيد (نور الشريف) سائق تاكسي أرمل يعيش مع حماته التي ترعى له ابنه الصغير المعوق ذهنيًا حمادة (محمد طه)، وقد فوجئ بإصابة حماته بجلطة في المخ، فأسرع بها للمستشفى الحكومي، حيث طلبت منه...اقرأ المزيد الممرضة (سلوى عثمان) مبلغ 200 جنيه لزوم إجراء عملية جراحية لحماته، وهو لايملك هذا المبلغ، فتعشم خيرًا في ليلة رأس السنة أن ينجح في جمع المبلغ، وترك ابنه بالمستشفى مع جارته عواطف (سناء يونس) التي تتعشم في الزواج به. حورية (لبلبة) فتاة ليل تائبة، تعمل عاملة نظافة، وتربى أختها الصغيرة ليلى (ياسمين جمال) عازمة على تعليمها، ولكنها فوجئت بمطالبة صاحبة البيت لها بمبلغ 300 جنيه لزوم تنكيس البيت، وإلا كان مصيرها الشارع، فإضطرت للإستجابة للقواد لمعي (محمد شرف) الذي دعاها لقضاء الليلة بعوامة أحد الاثرياء (يسري العشماوي)، وذهبت معه، ولكنها تعرضت لابتزاز زقزوق (حسن الأسمر) سائق الرجل الثري الذي ضربها واستولى على أجرها وسلسلتها الذهبية وطردها من العوامة. تعرض سيد للراكب (حسن الديب) الذي كان سببًا في سحب رخصة التاكسي، كما تعرض لراكب آخر (محمد متولي)، والذي وعده مبلغ محترم مقابل توصيله للاسكندرية ،حتى اعترضته حورية، وطلبت منه مساعدتها لإسترداد حقها من زقزوق الذي ذهب مع مخدومه لقضاء ليلة رأس السنة بكباريه بشارع الهرم، فتتبعه إلى هناك، واستطاعت حورية استرداد سلسلتها الذهبية بعد معركة جرح فيها سيد فى جبهته، ومروا على المستشفى ليكتشف سيد أن عواطف تركت حمادة وحده وغادرت المستشفى، فأخذه معه بالتاكسي مع حورية التي عرضت على سيد بيع سلسلتها الذهبية وخاتمها واقتسام المبلغ لدفع مصاريف المستشفى والتنكيس، ورفض سيد، ولكنه أعجب بشهامة حورية رغم أنها فتاة ليل، ولكن حورية كانت متيمة بشهامة سيد. اعترض التاكسى أحد الركاب ويدعى البنهاوي (سيد زيان) والذي كان يريد الذهاب للمطار، ومعه حقائب السفر، ووافق سيد على توصيله. كان البنهاوي نصاب صاحب مكتب سفريات عمالة للخارج، وايضًا تاجر مخدرات، ومطارد من البوليس، ومن شركاؤه الذين نصب عليهم، وقابل أحدهم (عزت أبو عوف) بالطريق، ودارت معركة بينهما نتج عنها إصابة البنهاوي بطلق نارى أدى لمصرعه، ومصرع الآخر الذي حمله زملاءه وفروا من أرض المعركة، واضطر سيد للفرار هو أيضًا، ومعه متعلقات القتيل التي اكتشف أن إحدى الحقائب بها أكثر من مليون جنيه، وأرادت حورية الحصول على المبلغ من أجل حماده وليلى ومصاريف علاج حماة سيد الذي رفض وفضل تسليم المتعلقات للبوليس والحصول على 10 في المائة من المبلغ بطريقة قانونية، ولكن الضابط (محمد عبد الجواد) اتهم سيد بقتل البنهاوي وقبض عليه، فأخفت حورية حقيبة النقود وسلمت باقى الحقائب، ووعدت سيد بتسديد مصاريف مدرسة حماده والمستشفى والتنكيس في الصباح وأن تأتى له بفطوره من عند الكبابجي.
المزيد"ليلة ساخنة" فيلم يحمل في طياته لوحة فنية نابضة بالحياة، مرسومة بألوان الواقع الأكثر حرارة وحيوية، أبدعها المخرج عاطف الطيب قبل أن يختم رحلته الفنية بوفاته، ليُكمل رسالته السينمائية التي بدأها منذ عمله كمساعد مخرج في فيلم (عيب يا لولو يا لولو عيب)، مرورًا بإخراج أعمال مثل (سواق الأتوبيس)، (ملف في الآداب)، وانتهاءً بـ*(جبر الخواطر)*. تميز الطيب بتقديم سينما واقعية تمس حياة محدودي الدخل والطبقة الكادحة، مسلطًا الضوء على معاناتهم الاجتماعية وظروفهم القاسية بدون تزييف أو مبالغة، ليخرج إلى النور...اقرأ المزيد بفيلمه "ليلة ساخنة" الذي لاقى استحسانًا كبيرًا من النقاد والجمهور على حد سواء. يرصد الفيلم حالات حقيقية من الشارع المصري، خاصة خلال ساعات ليلة رأس السنة، مستعرضًا قصة سائق التاكسي (نور الشريف) الذي يكافح لتأمين مصاريف علاج حماته في المستشفى، رغم فقدانه لزوجته وانقطاع كل الروابط التي كانت تجمعه بها، معبرًا عن أبعاده الإنسانية ومحاولاته المستمرة لدعم الآخرين. من خلال علاقته مع فتاة الليل (لبلبة)، يظهر الفيلم جانبًا إنسانيًا آخر، حيث يساعدها على جمع مبلغ مالي بسيط لتفادي العودة إلى ممارسة الرذيلة، مؤكّدًا احترامه وكرامتهما معًا. ببراعة عالية، يرصد الفيلم أيضًا مشاهد متنوعة لاحتفالات ليلة رأس السنة في أوساط المجتمع المختلفة: من متوسطي الدخل، حيث يظهر تجمع الممرضين في المستشفى حول كعكة بسيطة، مع مساهمات متواضعة تعكس روح التضامن. إلى الشباب المستهتر الذي ينفق مدخراته في الملاهي الليلية بحثًا عن المتعة، رغم تصرفاتهم التي تفتقر إلى العقلانية. وصولًا إلى طبقة الأغنياء وحالات البذخ التي تصاحب هذه المناسبة. وفي نهاية المطاف، يُسلط عاطف الطيب الضوء على واقع الحياة الاجتماعية في مصر دون تزييف أو افتعال، وبكل صدق وأمانة، ليقدم فيلمًا يعكس بأمانة شديدة صورة المجتمع المصري في تلك اللحظات الحاسمة.